83- فرجع بقية الأبناء إلى يعقوب ،وخبَّروه كما وصَّاهم أخوهم الكبير فَهَيَّج الخبر أحزانه ،وضاعف منها فقد ابنه الثاني ،ولم تطب نفسه ببراءتهم من التسبب في ضياعه وهو المفجوع بما صنعوا من قبل في يوسف ،وصرح باتهامهم قائلا لهم: ما سلمت نيتكم في المحافظة على ابني ،ولكن زينت لكم نفوسكم أن تخلصتم منه مثلما تخلصتم من أخيه ،فلولا فتواكم وحكمكم أن يؤخذ السارق رقيقاً عقوبة له على السرقة ،ما أخذ العزيز ابني ،ولا تخلف أخوكم الكبير بمصر ،ولا حيلة لي إلا أن أتجمل في مصيبتي بالعزاء الحميد ،راجياً أن يرد الله على جميع أبنائي ،فهو صاحب العلم المحيط بحالي وحالهم ،وله الحكمة البالغة ،فيما يصنع لي ويُدبِّر .