172- بيَّن اللَّه هنا هداية بني آدم بنصب الأدلة في الكائنات ،بعد أن بيَّنها عن طريق الرسل والكتب ،فقال: واذكر - أيها النبي - للناس حين أخرج ربك من أصلاب بني أدم ونسلهم وما يتوالدون قرنا بعد قرن ،ثم نصب لهم دلائل ربوبيته في الموجودات ،وركز فيهم عقولا وبصائر يتمكنون بها من معرفتنا ،والاستدلال بها على التوحيد والربوبية ،حتى صاروا بمنزلة من قيل لهم: ألست بربكم ؟قالوا: بل أنت ربنا شهدنا بذلك على أنفسنا ،لأن تمكينهم من العلم بالأدلة وتمكنهم منه في منزلة الإقرار والاعتراف .وإنما فعلنا هذا لئلا تقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا التوحيد غافلين لا نعرفه .