قوله تعالى{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
أخرج الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال: بينا أن مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكي على عسيب -إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقال:"ما رابكم إليه "وقال بعضهم لا يستقبلكم بشيء تكرهونه -فقالوا سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا فعلمت أنه يوحي إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} .
واللفظ للبخاري ،( صحيح البخاري-التفسير ،ب ويسألونك عن الروح رقم4721 ) ،( وصحيح مسلم-صفة القيامة والجنة والنار ،ب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح رقم2796 ) .قال ابن حجر بعد أن ذكر الحديث: وهذا يدل على أن نزول الآية وقع بالمدينة لكن روى الترمذي من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال:"قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فأنزل الله تعالى{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} .ورجاله رجال مسلم أ . ه ،وأخرجه أحمد من الطريق المذكور وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ،وصححه الألباني( انظر فتح الباري8/401 ،ومسند أحمد1/255 ،وسنن الترمذي رقم3140 ،وصحيح سنن الترمذي رقم2510 ) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة{ويسألونك عن الروح} قال: هو جبرئيل .
أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{ويسألونك عن الروح} قال الروح: ملك .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} يعني: اليهود .
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أعطى خلقه من العلم إلا قليلا بالنسبة إلى علمه جل وعلا ،لأن ما أعطيه الخلق من العلم بالنسبة إلى علم الخالق قليل جدا ،ومن الآيات التي فيها الإشارة إلى ذلك قوله تعالى{قل لو كان البحر مداد لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} وقوله{ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} .