قوله تعالى{وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار}:
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله{أتخذناهم سخريا} قال: أخطأناهم{أم زاغت عنهم الأبصار} ولا تراهم ؟.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار} قال: فقدوا أهل الجنة{أتخذناهم سخريا} في الدنيا{أم زاغت عنهم الأبصار} وهم معنا في النار .
قال ابن كثير: وهذا مثل ضرب ،وإلا فكل الكفار هذا حالهم: يعتقدون أن المؤمنين يدخلون النار ،فلما دخل الكفار ( النار ) افتقدوهم فلم يجدوهم ،فقالوا{ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا} ،أي: في الدنيا{أم زاغت عنهم الأبصار} ،يُسلّون أنفسهم بالمحال ،يقولون: أو لعلهم معنا في جهنم ،ولكن لم يقع بصرنا عليهم .فعند ذلك يعرفون أنهم في الدرجات العاليات ،وهو قوله:{ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذّن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} إلى قوله:{ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} .وانظر سورة الأعراف آية ( 44- 49 ) .