قوله تعالى: ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولك مع المؤمنين )
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر في هذه الآية الكريمة أن المنافقين في أسفل طبقات النار عياذا بالله تعالى .وذكر في موضع آخر أن آل فرعون يوم القيامة يؤمر بإدخالهم أشد العذاب ،وهو قوله ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) .وذكر في موضع آخر أنه يعذب من كفر من أصحاب المائدة عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين وهو قوله تعالى ( قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ) فهذه الآيات تبين أن أشد أهل النار عذابا المنافقون وآل فرعون ومن كفر من أصحاب المائدة .
قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن خيثمة عن عبد الله ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) قال: في توابيت مبهمة عليهم .
( المصنف 13/154ح15972 ) .ورجاله ثقات وإسناده صحيح ،وسلمة هو ابن كهيل ،وخيثمة هو ابن عبد الرحمن الجعفي الكوفي ،وعبد الله هو ابن مسعود .)
قال ابن أبي حاتم: حدثنا المنذر بن شاذان ،ثنا عبيد الله بن موسى ،أنبا إسرائيل ،عن عاصم ،عن أبى صالح ،عن أبى هريرة: ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) قال: الدرك الأسفل بيوت لها أبواب تطبق عليها فيوقد من تحتهم ومن فوقهم .
وسنده حسن وعاصم هو ابن بهدلة ،وأبو صالح هو ذكوان السمان .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
قال: في الدرك الأسفل من النار: يعني في أسفل النار .
قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبى حدثني الأعمش قال: حدثني إبراهيم عن الأسود قال: «كنا في حلقة عبد الله ،فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم .قال الأسود: سبحان الله ،إن الله يقول ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) .فتبسم عبد الله ،وجلس حذيفة في ناحية المسجد ،فقام عبد الله ،فتفرق أصحابه ،فرماني بالحصا فأتيته ،فقال حذيفة: عجبت من ضحكه ،وقد عرف ما قلت: لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم ثم تابوا ،فتاب الله عليهم .
( الصحيح ح 4602- التفسير ،سورة النساء ) .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن شيبان عن قتادة ( وأصلحوا ) قال: أصلحوا ما بينهم وبين الله ورسوله .