قوله تعالى{ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}.
قال ابن كثير: ثم قال تعالى مخبرا عن إحاطة علمه بخلقه وإطلاعه عليهم ،وسماعه كلامهم ،ورؤيته مكانهم حيث ما كانوا وأين كانوا ،فقال{ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة} أي: من سر ثلاثة{إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا} أي: يطلع عليهم ويسمع كلامهم وسرهم ونجواهم ،ورسله أيضا مع ذلك تكتب ما يتناجون به ،مع علم الله به وسمعه لهم ،كما قال:{ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب} ،قال:{أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} .