قوله تعالى{فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم} .
قال الحاكم: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ،ثنا أحمد بن الفضل الصائغ بعسقلان ،ثنا آدم بن أبي إياس ،ثنا جرير بن عثمان ،ثنا عبد الرحمن بن ميسرة ،عن جبير بن نفير ،عن بسر بن جحاش القرشي قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية{فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه فقال يقول الله يا ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردتين وللأرض منك وئيد يعني شكوى فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة .
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .( المستدرك 2/502- ك التفسير ) وصححه الذهبي ،وأخرجه ابن ماجة ( 2/903 ح 2707 ) ،وابن سعد في ( الطبقات 7/472 ) من طرق عن حريز به ،قال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح ،ورجاله ثقات ،وقال الألباني: إسناد حسن ...( الصحيحة رقم 9901 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ،قوله{فمال الذين كفروا قبلك مهطعين} يقول: عامدين .
قال ابن كثير: يقول تعالى منكرا على الكفار الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهم مشاهدون له ولما كله أرسله الله به من الهدى وأيده الله به من المعجزات الباهرة ،ثم هم مع هذا كله فارون منه متفرقون عنه شاردون يمينا وشمالا فرقا فرقا ،وشيعا شيعا ،كما قال تعالى{فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} .
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية ،عن الأعمش ،عن المسيب بن رافع ،عن تميم بن طرفة ،عن جابر بن سمرة ،قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم .فقال: ( مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ؟اسكنوا في الصلاة ) قال ثم خرج علينا فرآنا حلقا .فقال: ( مالي أراكم عزين ؟) قال ثم خرج علينا فقال: ( ألا تصفُّون كما تصفّ الملائكة عند ربها ؟) فقلنا: يا رسول الله !وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟قال: ( يتمُّون الصف الأول .ويتراصون في الصف ) .
( الصحيح 1/322 ح 430- ك الصلاة ،ب الأمر بالسكون في الصلاة ....) .