قوله:{فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق}{إذا} ،الفجائية .و{يبغون} من البغي وهو العدوان ومجاوزة الحد والسعي بالفساد{[1960]} ؛أي لما استجاب الله دعاءهم فأنقذهم مما هم فيه من البلاء المحدق إذا هم يسعون في الأرض بالفساد ،فيعودون إلى الشرك وتقديس الأصنام وفعل المعاصي والسيئات{بغير الحق} مبالغة في إظهار فسقهم وعتوهم وعنادهم .
قوله:{يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}{بغيكم} ،مبتدأ .و{على أنفسكم} خبره{[1961]} ؛أي أن اعتداءكم وفسادكم في الأرض إنما وباله عائد عليكم وحائق بكم .
قوله:{متاع الحياة الدنيا}{متاع} ،منصوب من وجهين ،أحدهما: أن يكون منصوبا بفعل مقدر ،وتقديره: يبتغون متاع الحياة الدنيا .
وثانيهما: أن يكون منصوبا على المصدر بفعل مقدر .وتقديره: تمتعوا متاع الحياة الدنيا .
ويجوز فيه الرفع ،من وجهين كذلك ،أحدهما: أن يكون خبرا بعد خبر لقوله:{بغيكم} .
وثانيهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف ،وتقديره: هو متاع الحياة الدنيا{[1962]} .وقيل غير ذلك .
قوله:{ثم إلينا مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون} ثم معادكم بعد هذا المتاع إلى الله ؛إذ تصيرون إليه لتناقشوا الحساب والمساءلة عما أفضتم فيه من تفريط ونسيان .وحينئذ يخبركم الله بكل ما قدمتموه من المعاصي في دنياكم فيجازيكم عليها .وفي ذلك وعيد شديد وتهديد مفزع ينذر به الله الجاحدين المفرطين الذين يتبعون الشهوات في حياتهم الدنيا ،ويتيهون ساردين في الضلال والغفلة{[1963]} .