قوله:{أم يقولون افتراه} أم للاستفهام الإنكاري .وقيل: أم المنقطعة بمعنى بل والهمزة ؛أي بل أيقولن افتراه واختلقه .وقيل: أم بمعنى الواو .والتقدير: ويقولون افتراه .وقيل: الميم زائدة ،والتقدير: أيقولون افتراه .والاستفهام والتوبيخ{[1983]} .
قوله:{قل فاتوا بسورة مثله} وهذه المرحلة الثالثة من مراحل التحدي للعرب ،وهم الفصحاء والبلغاء والعظماء ،وفيهم مصاقع الخطابة ونوابغ البيان واللسن ،أولئك الذين كان جل مفاخراتهم في جودة النظم وبراعة الكلام ،وفي قرظ الشعر على اختلاف ضروبه وأجناسه .وكذا الإبداع في فن الخطابة والسجع .لقد تحداهم وهم على هذه الحال من أصالة اللغة وبراعة البيان أن يأتوا بمثل سورة واحدة من سور القرآن ،وذلك بعد أن تحداهم أن يأتوا بمثله كله ،ثم تحداهم بعد ذلك أن يأتوا بمثل عشر سور من سوره إن استطاعوا .ولما لم يقدروا على ذلك وأعلنوا أنهم عاجزين ناكصون ،تحداهم سبحانه أن يأتوا بمثل سورة واحدة أيا ما تكون السورة ؛سواء كانت من طوال السور ،أو أقصر قصارها كسورة الكوثر .
قوله:{وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} أي استعينوا بجميع من تستطيعون دعاءه لكي يظاهروكم ويعينوكم سواء من قبائل العرب أو من آلهتكم التي اتخذتموها شركاء لله ،أو من الجن إن استطعتم أن تخاطبوهم وتستعينوا بهم .وهو قوله:{من دون الله} أي ادعوا كل من سوى الله ليعينوكم على الإتيان بسورة من مثل سورة القرآن{إن كنتم صادقين} أي في زعمكم أن هذا القرآن قد افتراه محمد{[1984]} .