قوله:{وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم} الظلم معناه وضع الشيء في غير موضعه .ويقال: من أشبه أباه فما ظلم .وفي المثل: من استرعى الذئب فقد ظلم{[2173]} .والمعنى: أن الله لم يعاقب هؤلاء الجاحدين من أهل القرى الذين قص علينا من أنبائهم بغير حق يكون عقابهم قد وضع في غير موضعه الصحيح .بل كان ذلك جزاء لهم على ظلمهم أنفسهم ؛غذ جحدوا واستكبروا وأسرفوا في فعل المعاصي والمنكرات .
قوله:{فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك} أي ما دفعت عنهم آلهتهم المزعومة التي كانوا يعبدونها من دون الله ويتخذونها لأنفسهم أربابا –ما دفعت عنهم شيئا من عذاب الله لما حل بهم .قوله:{وما زادوهم غير تتبيب} التتيب ،معناه التخسير ،من التباب وهو الخسران والهلاك .تبت يده تتب ،خسرت ،كناية عن الهلاك .وتبا له ؛أي هلاكا .أو ألزمه الله هلاكا وخسرانا{[2174]} .والمعنى: لم تزدهم آلهتهم المفتراة التي عبدوها .وأربابهم المصطنعة التي دانوا لها بالخضوع والعبادة ،إلا الخسران والهلاك .