قوله تعالى:{ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد 89 واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه أن ربي رحيم ودود} .
{لا يجرمنكم} ،أي لا يكسبنكم ،أو لا يحملنكم .ومنه ،جرم بمعنى كسب وكذا اجترم{[2164]} .وذلك إخبار من الله عن قيل شعيب لقومه وهو يحاورهم ناصحا واعظا ومحذرا ،فيقول: لا يحملنكم{شقاقي} أي خلافكم لي وعاداتكم إياي على ترك الإيمان بالله وطاعته فيصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح من الطوفان والتغريق .أو قوم هود أو قوم هود من التدمير بالريح ،أو ما أصاب قوم صالح من الرجفة المزلزلة{وما قوم لوط منكم ببعيد} فهم أقرب الهالكين منكم في الزمان وفي المكان .فمنازلهم قريبة منكم ؛إذ تمرون عليها في أسفاركم ،فاتعظوا واعتبروا واحذروا أن يحل بكم ما حل بهؤلاء ،فإن عذاب الله محيط بالطغاة والمستكبرين المجرمين .وإنه إذا جاء لا يرد بأسه عن القوم الهالكين الخاسرين .