القول في تأويل قوله تعالى:وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل شعيب لقومه:( ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي) ، يقول:لا يحملنكم عداوتي وبغضي ، وفراق الدين الذي أنا عليه، (1) على الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر بالله ، وعبادة الأوثان ، وبخس الناس في المكيال والميزان ، وترك الإنابة والتوبة، فيصيبكم، (مثلُ ما أصاب قوم نوح)، من الغرق، (أو قوم هود)، من العذاب، (أو قوم صالح)، من الرّجفة، (وما قوم لوط) الذين ائتفكت بهم الأرض، (منكم ببعيد) ، هلاكهم، أفلا تتعظون به ، وتعتبرون؟ يقول:فاعتبروا بهؤلاء، واحذروا أن يصيبكم بشقاقي مثلُ الذي أصابهم. كما:-
18502- حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(لا يجرمنكم شقاقي)، يقول:لا يحملنكم فراقي ، (أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح)، الآية.
18503- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله:(لا يجرمنكم شقاقي) ، يقول:لا يحملنكم شقاقي.
18504- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله:(لا يجرمنكم شقاقي) ، قال:عداوتي وبغضائي وفراقي.
18505- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عنمعمر، عن قتادة:(وما قوم لوط منكم ببعيد) ، قال:إنما كانوا حديثًا منهم قريبًا،يعني قوم نوح وعاد وثمود وصالح. (2)
18506- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:(وما قوم لوط منكم ببعيد) ، قال:إنما كانوا حديثي عهد قريب ، بعد نوح وثمود.
* * *
قال أبو جعفر:وقد يحتمل أن يقال:معناه:وما دارُ قوم لوط منكم ببعيد.
------------------
الهوامش:
(1) انظر تفسير "جرم "فيما سلف 9:483 - 485 / 10:95 .
،وتفسير "الشقاق "، فيما سلف 13:433 ، تعليق:1 ، والمراجع هناك .
(2) هكذا جاءت العبارة في المخطوطة والمطبوعة ، وأنا أرجح أن الصواب:"يعني قوم نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ".