قوله:{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} الألف في أسفا منقلبة عن ياء المتكلم .وقيل: ألف الندبة وحذفت هاء السكت{[2279]} .
والمعنى: أن يعقوب أعرض عنهم كارها ما جاءوه به من خبر أخيهم حتى ساء ظنه بهم أكثر ولم يصدقهم ؛بل إنه أخذ قي التفجع والأسى والاستزادة من ذكرى حبيبه يوسف فعادوه الحزن البالغ والبكاء الحرور حتى ابيضاض العينين وهو العمى{مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} فقد ابيضت عيناه من فرط الحزن والبكاء{فهو كظيم} أي شديد الكظم .والكظيم ،الذي يكتم حزنه في نفسه ويمسك همه في صدره فلا يرسله بالشكوى والغضب والضجر .وقيل: كظيم بمعنى مكروب ومكمود وهو الذي تغير لونه{[2280]} .