{كَظِيمٌ}: الكظيم: الممسك للحزن في قلبه لا يبثه إلى غيره تعالى .
كظم الحزن
{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ} وأعرض بوجهه عنهم ،وغرق في أمواج الذكريات ،وتحركت عاطفته ،وانسابت الدموع في قلبه ،قبل أن تتفجر في عينيه ،وتذكر يوسف ،{وَقَالَ يا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ} فقد كان قرّة العين ،وثمرة الفؤاد ،بما يحمله من ألمعيّة الفكر ،وروحانية الروح ،وجمال النفس والجسد ،{وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} لما كان يذرفه من دموعٍ حارّة حزينة حتى فقد بصره ،ودمعه كان ينساب بهدوء ،كتعبير صاف عن عمق الحزن ،لكن يعقوب لم يجزع ولم يثر أية مشكلة لمن حوله ،{فَهُوَ كَظِيمٌ} يكظم حزنه ويحبسه ،ولكنه يعيشه وحده ،في خلوات وحدته .