{حَرَضاً}: مشرفاً على الهلاك .
الشكوى إلى الله
وفوجىء أولاده بحديثه عن يوسف ،فقد أصبح شيئاً قديماً جدّاً ،وانتهى كحقيقة ،لقد أصبح ذكرى ميتةً ،فما باله يعيدها إلى الحياة ليربك حياتهم من جديد ،وليبعث فيهم عقدة الإحساس بالذنب ؟ولهذا واجهوه بعنف يتوسل أن يرحم نفسه أو أن يرحمهم ،لما اختزنوه من شعورٍ بالألم:{قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} أي لا تنفك تذكر يوسف الذي ذهب في ذمة التاريخ ،وانقطعت أخباره حتى يئسنا جميعاً من عودته مما يجعل الحديث عنه ،أمراً لا فائدة منه ،كما أنه لا فائدة من السعي للبحث عنه .وهكذا أرادوا أن يقولوا له إن الإلحاح في استثارة الحزن من خلال استثارة الذكرى لن ينتهي{حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً} أي مشرفاً على الهلاك ،{أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} الذين تسقطهم الصدمة النفسية في قبضة الموت .