أمّا الإخوة فكانوا متألّمين من جميع ما جرى لهم ،فمن جهة كان عذاب الوجدان لا يتركهم ممّا أحدثوه ليوسف ، وفي قضيّة بنيامينشاهدوا أنفسهم في وضع صعب وامتحان جديد ،ومن جهة ثالثة كان يصعب عليهم أن يشاهدوا أباهم يتجرّع غصص المرارة والألم ويواصل بكاؤه الليل بالنهار ،توجّهوا إلى أبيهم وخاطبوه معاتبين ( قالوا تالله تفتئوا تذكروا يوسف حتّى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين ){[1890]} أي إنّك تردّد ذكر يوسف وتتأسّف عليه حتّى تتمرّض وتشرف على الهلاك وتموت .