ثم يحكى القرآن ما قاله أبناء يعقوب له، وقد رأوه على هذه الصورة من الهم والحزن فيقول:قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ.
قال الشوكانى:قوله «تفتأ» أى:لا تفتأ، فحذف حرف النفي لأمن اللبس. قال الكسائي:فتأت وفتئت أفعل كذا:أى ما زلت أفعل كذا.
وقال الفراء:إن «لا» مضمرة. أى لا تفتأ ... ومنه قول الشاعر:
فقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالى
أى:«لا أبرح قاعدا ... » .
و «حرضا» مصدر حرض. كتعب- والحرض:الإشراف على الهلاك من شدة الحزن أو المرض أو غيرهما.
والمعنى:قال أبناء يعقوب له بعد أن سمعوه وهو يتحسر على فراق يوسف له:تالله- يا أبانا- ما تزال تذكر يوسف بهذا الحنين الجارف، والحزن المضنى، «حتى تكون حرضا» . أى:مشرفا على الموت لطول مرضك.
«أو تكون من الهالكين» المفارقين لهذه الدنيا.