قوله:{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} البث ،هو أشد الحزن ،كأنه لفرط شدته لا يطاق ولا يحتمل .والمعنى: أنني لا أشكو همومي وأحزاني إلى أحد سوى الله .بل إنني أشكو همي البالغ وحزني العميق إلى الله وحده{وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} أي أرجوا من الله كل خير ؛فغني لأظن أن رؤيا يوسف لن تمضي عبثا بل سيكون لها عظيم التأويل وكبير الشأن عندما يضار إلى استبانة معناها فتتجلى لنا الرحمة من الله الذي لا يقنط منه غير الخاسرين{[2283]} .