قوله: ( الذين يجعلون مع الله إلها آخر ) هذا وصف للمستهزئين الذين أهلكهم الله ؛فقد وصفهم الله بالشرك ؛إذ عبدوا مع الله آلهة أخرى فما كان ذنبهم الاستهزاء وحده ؛بل كان لهم ذنب شنيع آخر لا يقل عن الإشراك فظاعة ونكرا ،وهو الاستهزاء برسول الله ( ص ) .فما يستهزئ برسول الله ( ص ) إلا كل فاجر خاسر أو عتلّ متوقّح ظلوم قد سخر من خير من حملت الغبراء وأظلت السماء وذلكم هو خير البرية والأنام: محمد رسول الله ( ص ) .وما الاستسخار بنبي الله إلا الاستسخار بالرسالة المنزلة من عند الله للعالمين ،الرسالة التي جاءت تحمل للبشرية ملة التوحيد وسبيل الهداية والحق ،وتسوق الناس طيلة الزمان إلى الحق والخير والنجاء .وليس الاستسخار من ذلك إلا محض الكفران والعصيان والتمرد .
قوله: ( فسوف يعلمون ) ذلك تهديد من الله ووعيد لهؤلاء الخاسرين المستهزئين الذين يسخرون من نبي الله ( ص ) وهو المبعوث إليهم هداية ورحمة ؛فقد توعدهم الله بالعذاب ؛وهو ما يلاقونه من شديد البلاء والويل عند مصيرهم إلى ربهم يوم القيامة{[2487]} .