قوله تعالى:{ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} الله يعلم أن رسوله الكريم يضيق صدره مما يسفهه قومه عليه .والنبي ( ص ) بشر من البشر ؛فهو في جبلته البشرية وطبيعته الإنسانية لا جرم يألم مما يتقوله الظالمون الكافرون عليه وعلى دينه من طعون وإساءات .وفي هذه الكلمات القرآنية الحانية ما يسرّي عن قلب رسول الله ( ص ) وعن قلوب المؤمنين الغيورين على دين الله مما ينتابهم من حين لآخر من شديد الاغتمام والابتئاس والمضاضة ،وذلك لما يسمعونه من فاسد التقول الظالم ومن خبيث الطعون والشبهات والأكاذيب التي يرسلها المنافقون والمشركون الحاقدون على اختلاف مللهم وعقائدهم وثقافاتهم .
الله يعلم ما يصيب قلوب المؤمنين الغيورين من عباده على دينه من لاذع القول المهين ،مما تزدرده حناجر الأفاكين والخراصين الدجاجلة في كل حين وزمان ،وهي تفتري على الإسلام وعقيدته وشرعه وأحكامه وقيمه وتعاليمه .تفتري عليه باصطناع الأباطيل الملفقة من سقط الفكر التافه مما يثير في أذهان الناس والمسلمين جملة من الشكوك والظنون والأوهام التي تحملهم على الافتتان عن دين الله ،والارتياب في روعة هذا الدين الكامل المميز وصلاحه .
الله يعلم الضيق الشديد الذي يمس باحتراره شغاف القلوب المؤمنة الغيورة على الإسلام مما يتقاطر من أكاذيب وطعون ملفقة تفيض بها أقلام الحاقدين من أعداء الإسلام الذي يكيدون في كل آن للإسلام بمختلف أساليب التخريص والباطل من أجل تشويه الأذهان وتلويث الثقافات والمعارف الإنسانية .وهم في ذلك إنما يفترون على الله ورسوله ودينه افتراءات ظالمة شتى .سواء في ذلك الطعن في شخصية رسول الله ( ص ) أو الطعن في نظام الإسلام بسوء التحليل والتأويل ،ومختلف الأساليب في التزييف والتزوير والتضليل وذلك هو ديدن الظالمين من خصوم الإسلام في كل زمان ،بدءا بجيئة رسول الله ( ص ) إلى الدنيا حتى زماننا الراهن هذا .
هذا هو ديدنهم في التضليل والتشويه واختلاف الطعون والشبهات لتنفير الناس والمسلمين من دين الله الكامل الشامل .دين الإسلام .
ومع فظاعة الكيد للإسلام والإفراط في الخيانة والتآمر عليه من المتمالئين والكائدين والمتخرصين الأفاكين ؛مع ذلك كله فقد كتب الله النصر والغلبة لدينه وللمؤمنين بالرغم مما يصيبهم في كثير من الأحيان من شديد الانتكاس والتقهقر بسبب تقصيرهم وتفريطهم ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .