قوله تعالى:{والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ( 19 ) والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ( 20 ) أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ( 21 )} ذلك إخبار من الله أنه عليم بأسراركم وما تخفونه من مكنون النوايا .وفي هذا إيماء إلى نفس هذه الصفة عن الآلهة المصنوعة التي لا تعي ولا تفهم ولا تنفع ولا تضر .
وفي ذلك من الوعيد للكافرين الظالمين ما لا يخفى .وكذلك فإن الله يعلم ( ما تعلنون ) أي ما أظهرتموه من العقائد والأعمال ؛فكل ذلك عند الله سواء .وهو سبحانه يعلم السر والجهر ؛بل إنهما بالنسبة إلى جلال الله سواء .وهذه خصيصة ليست لغير الله الذي يستوي عنده الظاهر المشهود ،والغائب المستور .