قوله تعالى:{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ( 9 ) وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما ( 10 )} هذه شهادة عليا من الله جل جلاله تفوق كل الشهادات يؤكد فيها سبحانه أن قرآنه الحكيم يدل البشرية ( للتي هي أقوم ) أي للصواب والحق .أو لأقوم الحالات وأسدها ،أو لخير الطرق والملل والشرائع .والمراد بذلك دين الإسلام ،القائم على الاعتدال والتوازن والوسط الذي يلائم الطبيعة البشرية ،ويناسب كل ما بني عليه الإنسان من استعدادات فطرية ومركبات نفسية وروحية وجسدية .فما من ملة ولا شريعة ولا عقيدة ولا نظام يناسب فطرة الإنسان وكل ميوله واستعداداته على خير شاكلة من التكامل والاعتدال سوى الإسلام .هذا الدين القائم على الحق والعدل والسداد ،بعيدا عن الشطط ،ومجانبا للإفراط والتفريط .
قوله: ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجر كبيرا ) يحمل القرآن البشرى للمؤمنين الموقنين بعقيدة الإسلام والذين يأتمرون بأوامر الله ،وينتهون عن نواهيه وزواجره ويلتزمون شرعه وأحكامه أن لهم من الله الجنة .وهي خير ما تدركه الأبصار أو تتصوره الأذهان من جزاء .وذلك لما فيه من بالغ النعيم والهناءة والسعادة والسكينة والراحة .