قوله: ( قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ) الاستفهام للتعجب .والصخرة كانت عند مجمع البحرين وهو موعد الوجدان ؛أي لما طلب موسى من فتاه أن يأتيهما بالطعام قال له فتاه متعجبا: أرأيت حين نزلنا عند الصخرة فقد نسيت هنالك الحوت ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ) المصدر من ،( أن ) والفعل بعده في موضع نصب على البدل من الهاء في قوله: ( أنسانيه ) وتقديره: وما أنساني ذكره إلا الشيطان{[2846]} ،والشيطان يُنسي العبد بما يلقيه في قلبه من خواطر ،وفي نفسه من وساوس .
قوله: ( واتخذ سبيله في البحر عجبا ) ( عجبا ) ،مفعول ثان للفعل .( واتخذ ) .أو منصوب على المصدر ؛أي مضى الحوت في البحر مضيا يثير التعجب بسبب السرب الذي مشى فيه ؛فقد وثب في البحر وبقي أثر جريه في الماء .