{ قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا 63} .
تبين أنه كان يعلم غيابه وتركه ، إذ أوى موسى إلى صخرة ، رقد عندها من التعب كما أرهق التعب الفتى أيضا ، فترك الحوت{ واتخذ سبيله في البحر عجبا} ، أي أنه تركه فالنسيان هنا بمعنى الترك والذهول ، وما كان يحسب أنه سيتخذ طريقه إلى البحر بطريق{ عجبا} ، فعجبا مفعول مطلق وصف لمصدر ، فاتخذ طريقه إلى البحر اتخاذا عجبا ، وما كان يحسب أنه سيفعل ذلك ، إذ كان في مكتل فخرج منه وأخذ طريقه إلى البحر .
وقد اعتذر الفتى اعتذارا كاملا ، فقال:{ نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} فاعترف بأنه يتحمل خطأ ذهاب الحوت ، لأنه ترك الاحتياط وكان يجب أن يكون يقظا .
ويظهر أن موسى عليه السلام كان قد علم من ربه أن العبد الصالح سيلقاه عند الصخرة ، ولكنه تركها وهو ما ر ورقد عندها ولم يتنبه بسبب الرقود عندها أنها الملتقى ، ولكن الله تعالى رده إليها ،