قوله:{فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا} ( وكلا ) ،مفعول أول لجعلنا .و ( نبيا ) ،مفعول ثان ؛أي بعد أن تنحى إبراهيم عن المشركين وابتعد عنهم وعن أصنامهم وشركهم جزيناه خير ما يجزاه المؤمن من عطايا الدنيا وهو الولد الصالح .فكيف بالولد إذ كان نبينا ؟إن هذا لهو خير الجزاء والعطاء ؛فقد وهب الله لإبراهيم ولده إسحاق ؛ثم من بعده يعقوب نافلة ،لتقرّ بهما عينه ويجد فيهما أنسه وسكينته ( وكلا جعلنا نبيا ) كلاهما نبي مرسل من ربه .لا جرم أن هذا خير إكرام يمتن الله به على رسوله وخليله إبراهيم ؛إذ وهبه ولدين كريمين ،في ذريتهما النبوة الميمونة والرسل الكرام .