/م41
49-{فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلاّ جعلنا نبيّا} .
أي: عندما اعتزل إبراهيم قومه ،واعتزل أصنامهم التي يعبدونها ،آواه الله إليه ،وعوضه زوجة وذرية وأحفادا ،هم آباء الأنبياء من بني إسرائيل ،ولهم الشأن الخطير ،والقدم العظيم .
فقد وهبه الله إسحاق ،وولد لإسحاق يعقوب وهو الملقب بإسرائيل ،وقد رزق اثني عشر ولدا سجد منهم أحد عشر ولدا ليوسف ،تعبيرا لرؤيا يوسف في قوله تعالى:{إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} .( يوسف: 4 ) .
أما إسماعيل فتولى الله تربيته بعد نقله رضيعا إلى المسجد الحرام ؛فأحيى تلك المشاعر العظام ومن ثم أفرده بالذكر بقوله:{واذكر في الكتاب إسماعيل ...} ( مريم: 54 ) .
وهذا رسم تقريبي لشجرة الأنبياء
***
ولم يكن من نسل إسماعيل نبي إلا محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن هنا قال بعض العلماء ،إن فرع هذه الشجرة ،يعدل فرعها الثاني .وآيات{تلك حجتنا} يقول الله تعالى فيها:
{وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربّك حكيم عليم .ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين .وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين .وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضّلنا على العالمين .ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم} .( الأنعام: 87 ، 83 ) .