فأجاب موسى عليه السلام في أدب بالغ وخضوع جم ( هي عصاي أتوكؤا عليها ) أي أعتمد عليها ،وأتحامل عليها في المشي والوقوف ،ومنه الاتكاء{[2950]} .
قوله: ( وأهش بها على غنمي ) أهش بها أي أخبط الورق بالعصا ليتحات{[2951]} والمراد "أن موسى عليه السلام كان يضرب بعصاه أغصان الشجر ليسقط منها الورق فتأكله الغنم .
قوله: ( ولى فيها مآرب أخرى ) ( مآرب ) ،جمع ومفرده مأربة وهي الحاجة ؛أي كانت لموسى في عصاه منافع وحوائج أخرى غير الاعتماد عليها .ومن منافعه وحوائجه المستفادة من العصا: أن يصلها بالرشا فيخرج بها الماء من البئر .وإذا أصابته شمس غرزها في الأرض وألقى عليها شيئا فاستظل به .وكذلك فإنه يقتل بها ما يجده من هوام الأرض ،أو يقاتل بها السباع عن الغنم وغير ذلك من الحاجات والفوائد التي أجملها القول الرباني العذب بإيقاعه المستلذ ونغمه الذي تشتهيه النفس وهو قوله: ( ولي فيها مآرب أخرى ) .