القول في تأويل قوله تعالى:قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)
يقول تعالى ذكره مخبرا عن موسى:قال موسى مجيبا لربه ( هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) يقول:أضرب بها الشجر اليابس فيسقط ورقها وترعاه غنمي، يقال منه:هشّ فلان الشجر يهشّ هشا:إذا اختبط ورق أغصانها فسقط ورقها، كما قال الراجز:
أهُشُّ بالْعصَـــا عــلى أغْنــامِي
مِـــنْ نـــاعِمِ الأرَاكِ والبَشــامِ (12)
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال:أخبرنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) قال:أخبط بها الشجر.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) قال:أخبط.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) قال:كان نبيّ الله موسى صلى الله عليه وسلم يهشّ على غنمه ورق الشجر.
حدثني موسى، قال:ثنا عمرو، قال:ثنا أسباط، عن السديّ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) يقول:أضرب بها الشجر للغنم، فيقع الورق.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله ( هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) قال:يتوكأ عليها حين يمشي مع الغنم، ويهشّ بها، يحرّك الشجر حتى يسقط الورق الحبَلة وغيرها.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا يحيى بن واضح، قال:ثنا الحسن، عن عكرمة ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) قال:أضرب بها الشجر، فيسقط من ورقها عليّ.
حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال:ثنا علي بن الحسن، قال:ثنا حسين، قال:سمعت عكرمة يقول ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) قال:أضرب بها الشجر، فيتساقط الورق على غنمي.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا مُعاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) يقول:أضرب بها الشجر حتى يسقط منه ما تأكل غنمي.
وقوله ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) يقول:
ولي في عصاي هذه حوائج أخرى، وهي جمع مأربة، وفيها للعرب لغات ثلاث:مأرُبة بضم الراء، ومأرَبة بفتحها، ومأرِبة بكسرها، وهي مفعلة من قولهم:لا أرب لي في هذا الأمر:أي لا حاجة لي فيه، وقيل أخرى وهن مآرب جمع، ولم يقل أخر، كما قيل:لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَىوقد بيَّنت العلة في توجيه ذلك هنالك.
وبنحو الذي قلنا في معنى المآرب، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال:ثنا حفص بن جميع، قال:ثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله:( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حوائج أخرى قد علمتها.
حدثني عليّ، قال:ثنا عبد الله، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) يقول:حاجة أخرى.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى; عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حاجات.
حدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حاجات ومنافع.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جُريج، عن مجاهد ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حاجات.
حدثني موسى، قال:ثني عمرو بن حماد، قال:ثنا أسباط، عن السديّ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) يقول:حوائج أخرى أحمل عليها المزود والسقاء.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حوائج أخرى.
حدثنا الحسن، قال:أخبرنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر، عن قَتادة، في قوله ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حاجات ومنافع أخرى.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبه ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) أي منافع أخرى.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حوائج أخرى سوى ذلك.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ( مَآرِبُ أُخْرَى ) قال:حاجات أخرى.
-----------------------
الهوامش:
(12) في ( اللسان:هش ):الهش أن تنثر ورق الشجر بعصا . هش الغصن يهشه هشا خطبه فألقى ورقه لغنمه ، ومنه قوله عز وجل:وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي قال الفراء:أي أضرب بها الشجر اليابس ، ليسقط ورقها ، فترعاه غنمه . والأراك والبشام:نوعان من الشجر ترتعيهما الماشية ، وفي أغصانها لين وقد تأكلها الماشية إذا كانت خضراء .