القول في تأويل قوله تعالى:قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)
يقول تعالى ذكره:قال الله لموسى:ألق عصاك التي بيمينك يا موسى ، يقول الله جل جلاله:فألقاها موسى، فجعلها الله حية تسعى، وكانت قبل ذلك خشبة يابسة، وعصا يتوكأ عليها ويهشّ بها على غنمه، فصارت حية بأمر الله.
كما حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال:ثنا حفص بن جميع، قال:ثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:لما قيل لموسى:ألقها يا موسى، ألقاها( فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) ولم تكن قبل ذلك حية، قال:فمرّت بشجرة فأكلتها، ومرت بصخرة فابتلعتها، قال:فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها، قال:فولى مدبرا، فنودي أن يا موسى خذها، فلم يأخذها، ثم نودي الثانية:أن ( خُذْهَا وَلا تَخَفْ ) ، فلم يأخذها، فقيل له في الثالثةإِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَفأخذها.
حدثني موسى بن هارون، قال:ثنا عمرو، قال:ثنا أسباط، عن السديّ، قال:قال له، يعني لموسى ربه ( أَلْقِهَا يَا مُوسَى ) يعني ( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى )فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْفنودييَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ.