قوله: ( قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ) قال موسى للسامري: اذهب من بيننا طريدا ( فإن لك في الحياة ) أي ما حييت ( أن تقول لا مساس ) أي تقول لمن أراد مخالطتك "لا يمسسني أحد ولا أمسّه طول الحياة .فنفاه موسى عن قومه وأمر بني إسرائيل ألا يخالطوه ولا يقربوه ولا يكلموه عقوبة له .وقال الحسن البصري: جعل الله عقوبة السامري ألا يماس الناس ولا يماسوه عقوبة له ،ولما كان منه إلى يوم القيامة .وقيل: كان يهيم في البرية يصيح: لا مساس
( وإن لك موعدا لن تخلفه ) بفتح اللام ،وضمير المخاطب في محل رفع نائب فاعل .والهاء في ( تخلفه ) في محل نصب مفعول ثان{[2988]} يعني: إن لك وعدا من الله بعذاب ينجزه لك يوم القيامة ،ولن يخلفك الله وعده ،جزاء فعلتك التي فعلتها وهي فتنة الناس وإغواؤهم بعبادة العجل .
قوله: ( وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا ) ( ظلت ) أصلها ظللت ،حذف اللام الأولى للتخفيف ؛أي انظر إلى معبودك العجل الذي أقمت على عبادته ملازما ( لنحرقنه ) بتشديد الراء ،نقول: حرّقه يحرّقه بتشديد الراء للإكثار من الحرق بالنار ( ثم لننسفنه ) من النسف ،وهو الاقتلاع والتفريق والتذرية{[2989]} أي لنذرينه أو لنطيرنه لتذروه الرياح في البحر .