{لاَ مِسَاسَ}: لا مخالطة ،كناية عن تحسّره المداوم من الوحدة والوحشة .
{لَنَنسِفَنَّهُ}: لنذرينّه .
{قَالَ فَاذْهَب} واخرج من المجتمع كله ،وعش وحدك ما دمت قد تحركت منساقاً وراء رغباتك الخاصة ،على حساب سلامة المجتمع وفكره ومصيره ،مما لا يمكن أن يمارسه عاقل مسؤول يتحمل مسؤوليته عن مصير مجتمع .فإذا كنت قد فضلت الاستسلام لرغباتك ،وأغفلت المجتمع ،فعش مع نفسك لنفسك ،{فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ} فلا تخالط الناس ولا تمس أحداً ولا يمسك أحدٌ ،كناية عن العزل الاجتماعي ،والمقاطعة العامة في كل أنواع العلاقات والمعاملات .
{وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ} إذا أراد الله لك هلاكاً في الدنيا أو عذاباً في الآخرة ،وذلك هو جزاء الذي يعمل على إضلال الناس وإبعادهم عن الحق من دون شعور بالمسؤولية الاجتماعية ،أو بالرقابة الإلهية .{وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} الذي صنعته لتضل به الناس وتبعدهم به عن خط التوحيد ،{لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} فسيحرق بالنار ويذرى في البحر ذروا .وربما استفاد البعض من التهديد بإحراقه أنه كان حيواناً ،لأن الذهب لا يحرق ،ولكن المذكور في الآية هو الزينة التي قد تكون من الذهب الخالص ،وقد لا تكون كذلك ،فلا دليل فيه على ذلك .