قوله: ( وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم ) الرواسي ،الجبال الراسية .رسا ،رسوّا أي ثبت{[3030]} .أي جعل الله في الأرض جبالا ثقالا ثوابت لئلا تضطرب الأرض أو تتحرك بمن عليها .وهذه ظاهرة عجيبة تثير الانتباه والتدبر في هذه الآية من الكتاب الحكيم .وذلك أن الأرض جرم من أجرام كونية كثيرة في هذا الوجود .
لكن هذا الجرم بالقياس إلى غيره من الأجرام الهائلة ؛فإنه بالغ الصغر والبساطة حتى ليوشك أن يضطرب ويهتز ،ويتحرك إذا لم يترسخ بأجسام هائلة جسام تثقله وتثبته فكانت الجبال الراسيات .
قوله: ( وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون ) الفجاج ،جمع ومفرده الفج ،وهو الطريق الواسع بين جبلين{[3031]} ؛أي جعلنا في الأرض مسالك واسعة يسلكونها ليبلغوا ما يريدون .وقد قدّم ( فجاجا ) وهو وصف لسبل ؛ليصير حالا فيدل ذلك على أن الله حين خلقها قد خلقها كذلك .
قوله: ( لعلهم يهتدون ) أي ليهتدوا بهذه السبل إلى ما يقصدونه من البلاد والأقاليم .