قوله: ( قال بل فعله كبيرهم هذا ) أسند الفعل وهو التهشيم إلى كبيرهم ،وما كان قصد إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن ينسب الفعل الصادر عنه إلى الصنم ،وإنما قصده تقرير ذلك لنفسه على أسلوب تعريضي مستهزئ يبلغ فيه غرضه من إلزامهم الحجة مع ما يصاحب ذلك من تقريع لهم وتبكيت .حتى إذا تفكروا مليا علموا أن كبيرهم لهو عاجز عن فعل شيء ؛فهو لا يصلح إلها وإنما الله هو الإله الواحد الحق ،وليس من إله معبود سواه .وذلك كان مراد إبراهيم عليه السلام .أما ما نسب إلى إبراهيم من كذبة حسبت عليه ،فالصواب في ذلك أن ما قاله إبراهيم ههنا كان من باب المعاريض المباحة وليس الكذب الممحض .
قوله: ( فسألوهم إن كانوا ينطقون ) دعاهم إبراهيم أن يسألوا الأصنام عن حالهم ليبادروا من أنفسهم فيوقنوا أنها لا تنطق مؤملا عقب ذلك تحررهم من ضلالهم وإشراكهم وإيغالهم في عبادة الأصنام .