{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} فهو الوحيد الذي بقي سالماً من هؤلاء ،ما يوحي بأنه هو الذي قام بالعدوان عليهم ،إذ يختلف معهم ،من خلال ما يفرضه عامل الكبر من عظمة القوة المؤهّلة لإسقاط قوة الباقين .
{فَاسألُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ} فهم الذين يجب أن يوجه إليهم السؤال ،لأنهم هم الذين كانوا محلاً للاعتداء ،وهم الأعرف بالمعتدي .فوجِّهوا إليهم السؤال إن كانوا يملكون منطقاً للجواب .إنه يريد أن يصدم عقيدتهم بالحقيقة الدامغة ،ولكنهم لا يريدون أن يفكروا في نتائجها السلبية على العقيدة ،ليقودهم إلى التفكير من جديد ،وإلى القبول بإدارة الحوار حولها .وعلى ضوء هذا ،فإن إبراهيم لم يكذب في كلامه باتهام الصنم الكبير ،لأنه لم يقصد الحكاية عن الواقع ،بل قصد التمهيد لإظهار الحقيقة للوصول إلى النتائج الإيجابية في خط الدعوة .