قوله تعالى:{إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ( 38 )} ذلك إخبار من الله بأنه يدفع عن عباده المؤمنين المتوكلين كيد الأشرار ،وغوائل الظالمين الفجار .الله جل وعلا يحفظ المؤمنين المخلصين المعتدى عليهم ،ويكلؤهم بعنايته ويكتب لهم التوفيق والصون والكلاءة ويصدّ عنهم شر المتربصين والمتمالئين والخائنين من الكافرين .وذلك كقوله سبحانه: ( أليس الله بكاف عبده ) وقد علل الله ذلك بأن أعداء المؤمنين خونة ،مغالون في الخيانة والكفر .وهو قوله: ( إن الله لا يحب كل خوان كفور ) لا يحب من اتصف بالخيانة والكفران وجحد النعمة وخان الله ورسوله بالصد عن الحق وإنزال الأذى والمكاره بالمسلمين .
وقيل: نزلت بسبب المؤمنين في مكة ؛إذ آذاهم المشركون أشد الإيذاء ،فأراد بعضهم أن يقتل من أمكنه من الكفار غيلة واحتيالا ،فنزلت الآية للنهي عن الخيانة والغدر ،والوعد بالمدافعة عن المؤمنين الصابرين المتوكلين{[3123]} .
وروي أن أصحاب النبي ( ص ) استأذنوه في قتل بعض الكفار غيلة فنزلت ( إن الله لا يحب كل خوان كفور ) فلما هاجر إلى المدينة أطلق قتلاهم .وهذا إن كان صحيحا فقد نسخه الحديث الصحيح أن النبي ( ص ) قال:"من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله ؟"فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله ،أتحب أن أقتله ؟قل"نعم "فقتله مع أصحابه غيلة .وكذلك بعث النبي ( ص ) رهطا إلى أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق فقتلوه غيلة{[3124]} .