قوله: ( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ) الإشارة ( ذلك ) ،في موضع رفع على أنه مبتدأ ،وخبره الأمر .وقيل: خبر مبتدأ محذوف تقديره الأمر .أي الأمر ذلك .أو الأمر ما قصصناه عليك .( ومن ) في موضع رفع على الابتداء ،وخبره ( لينصرنه ) ولا تكون من ،هنا شرطية{[3141]} .
وقد نزلت هذه الآية في سرية من الصحابة لقوا جمعا من المشركين في الشهر الحرام فناشدهم المسلمون ألا يقاتلوهم في الشهر الحرام ،فأبى المشركون إلا قتالهم وذلك بغيهم عليهم .فثبت المسلمون ونصرهم الله على المشركين ،وحصل في نفس المسلمين من القتال في الشهر الحرام شيء ،فنزلت الآية ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه ) أي بدئ بالقتال وهو كاره له فهو مبغي عليه ( لينصرنه الله ) أي لينصرن الله الفئة المؤمنة الصابرة على الحق ( إن الله لعفو غفور ) قد عفا الله عن المؤمنين ما فعلوه من قتال المشركين في الشهر الحرام مبدوئين بالقتال من المشركين بغيا منهم عليهم{[3142]} .