{ذلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ} ،فكانت مواجهته للعدوان حادة كهؤلاء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأهلهم ،حيث تحدوا وقاتلوا العدوان عليهم لردّ الظلم ودحره{ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ} بالعدوان الذي لا شرعية له ،{لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ} فيظهره على أعدائه ،وينصره بنصره ،{إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} فلا يؤاخذهم بقتلهم أو جرحهم الآخرين خلال جهادهم ،لأنهم أصحاب حق في عملهم ذاك ،لذا فإن العفو عنهم والمغفرة لهم لا يعبّر عن التجاوز عن ذنب اقترفوه أو عن خطيئة ارتكبوها ،بل يعبر عن عدم مؤاخذتهم بذلك ،لأنه إنما يؤاخذ الذين يقتلون بالعدوان ،لا بردّ العدوان ،والله العالم .