{ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ الليل في النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ في الليل} فيحلّ كل واحد منهما محلّ الآخر عبر اقتطاع الليل من زمن النهار ،أو عبر هجوم ضوء الصباح على ظلمة الليل ،كما لو كان شيئاً يلج في داخله ..ثم يتسع الضوء ويمتد وينتشر في الفضاء ،فيملأ ما كان الليل يشغله من فراغٍ ،أو عبر هجوم الظلام على النهار بالطريقة نفسها .
وقد يكون في ذلك إشارة إلى ما ذكره من نصرة المظلوم على ظالمه ،حيث يظهر الله أحد المتضادّين على الآخر ،كما يولج الليل في النهار أو يولج النهار في الليل فيغلب أحدهما على الآخر .وربما كان ذلك تأكيداً على قدرة الله المطلقة التي تتحكم بحركة الكون فتغيّره من حالٍ إلى حال ضمن السنن الكونية التي أودعها في نظامه ،ما يوحي بعظمة القدرة الإلهية التي يعود المظلوم إليها طلباً للنصرة على ظالمه .
{وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} يسمع كل ما يدور بين عباده من أقوال ،ويبصر كل ما يقومون به من أفعال ،فيهيمن من خلال ذلك على الأمر كله ،ولا يفوته منه شيء ،قريباً كان أو بعيداً ،