/م58
61 - ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ .
أي: إن سنة الله في نصر من يقع عليه البغي ،وهو يدفع عن نفسه العدوان سنة مطردة ،مثل سننه تعالى الكونية التي تشي بالدقة والنظام في هذا الكون ،ومن ذلك طول الليل في الشتاء حتى يصل إلى 14 ساعة ،وقصره في الصيف حتى يصل إلى عشر ساعات ،هذه السنة الكونية تتكرر كل عام ،ويراها الناس أمام أعينهم ،في دقة عجيبة لا تختل ،وفي اطراد عجيب لا يتخلف ،وهي تشي بأن وراء هذا الكون البديع ،ونظامه الدقيق ،يدا حانية تمسك بنظامه ،وتحفظ توازنه ،وهذه القدرة العالية ،تنصر المظلوم الذي يدافع عن حقه ،وينتصف من ظالمه ،ويدفع البغي والعدوان ،كما أنها تمد الليل في الشتاء حتى يدخل في النهار ،ويقتطع جزءا منه عند الشروق والغروب ،وتمد النهار في الصيف حتى يأخذ جزءا من الليل ،عند الشروق والغروب .
وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ .
أي: إن الله سميع لكل قول ،بصير بكل حال ،ولذلك ينصر عباده المؤمنين ،ويعلم نظام الكون وسنته المطردة ،في طول الليل حينا وطول النهار حينا آخر .
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ .( آل عمران: ( 26 ،27 ) .