قوله تعالى:{ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير ( 61 ) ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ( 62 )} اسم الإشارة ،الأول عائد إلى ما قصّه الله من نصر المظلوم .والمعنى: أن الله الذي ينصر جنده المؤمنين المتقين الصابرين لقادر على ذلك ؛فهو الخالق المتصرف في الخلق بما يشاء .وهو سبحانه الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل .ومعنى إيلاجه هنا إدخاله من هذا في هذا .ومن هذا في هذا .وبذلك يطول الليل ويقصر النهار .ثم يقصر الليل ويطول النهار .سنة الله في خلقه ولن تجد لسنته تحويلا .( وأن الله سميع بصير ) الله يسمع ما يقوله العباد وما يهمسون به همسا .وهو مطلع على ما تفعله جوارحهم إذ لا يفوته من ذلك شيء .