قوله: ( ذلك بأن الله هو الحق ) الإشارة عائدة إلى ما ذكر من مطلق التصرف وكمال القدرة والعلم ؛فإنه سبحانه الحق ؛أي الثابت في نفسه .الواجب الوجود لذاته .وذلك يقتضي أن يكون سبحانه مبدئا لكل موجود ،ولا يصلح لمثل هذه الصفات غيره ؛فهو وحده حقيق بالعبادة والطاعة ( وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ) ما يعبد المشركون من دون الله إلا أصناما صما وعميانا .فما من معبود سوى الله من الأوثان والأنداد والشركاء إلا محض باطل .وما عبادة هذه الأوهام المصطنعة إلا محض سفه وجهالة وضلال ؛بل الله هو المعبود الحق ؛فهو الخالق القادر المتعالي على الخلائق كافة ( الكبير ) ذو الكبرياء بكمال ذاته وتفرده بالإلهية .