وقوله- سبحانه-:ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ..
بيان لحقيته- عز وجل- للعبادة والطاعة والخضوع التام.
واسم الإشارة يعود إلى ما وصف به نفسه قبل ذلك من صفات القدرة الباهرة والعلم التام.
أى:ذلك الذي تراه- أيها العاقل- في هذا الكون من مخلوقات، ومن نصر للمظلوم، ومن إدخال الليل في النهار وإدخال النهار في الليل، سببه أن الله- تعالى- هو الإله الحق الذي يجب أن تعنو له الوجوه. وأن ما عداه من معبودات آلهة باطلة ما أنزل الله بها من سلطان.
وَأَنَّ اللَّهَ- تعالى- وحده هُوَ الْعَلِيُّ أى:العالي على جميع الكائنات بقدرته، وكل شيء دونه الْكَبِيرُ أى:العظيم الذي لا يدانيه في عظمته أحد.
فأنت ترى أن هذه الآيات الكريمة، قد وصفت الله- تعالى- بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
ثم ساق- سبحانه- بعد ذلك ما يدل على سعة فضله ورحمته بعباده فقال: