{ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير 62} .
الإشارة إلى المعنى الآية السابقة من نصره سبحانه لمن بغى عليه مع دعوته إلى العفو إذا كان له موضع ، ويفتح باب السلام ولا يغلقه ، ما لم يكن مطمعا للباطل في الحق ، أي كان ذلك بإجازة القصاص مع فتح الباب بالعفو ،{ بأن الله هو الحق} ، أي بسبب أن الله هو الحق ، والله تعالى هو الحق لأنه منشئ الكون ، وناصر الحق والداعي إليه ، وهو المعبود الحق الذي لا إله غيره ، ولذا وصف بأنه الحق ،
وأنه هو الخالق الحق ، والواحد في ذاته وصفاته ، والمعبود بالحق ، لذلك أخبر عنه بأنه الحق ، والتعبير بقوله:{ هو الحق} يفيد القصر ، أي أنه لا حق غير الله ، فكل ما عداه باطل ، لأنه إلى فناء .
{ وأن ما يدعون من دونه} ، أي ما يعبدون من آلهة غيره باطلة ، لأنها لا تضر ولا تنفع ، وليس لها من وجود في ذاتها ، إذ هي جماد ، لا يتحرك إلا إن تحرك .
{ وأن الله هو العلي} الذي لا يساميه موجود ، ولا يناهده أحد ، إذ الجميع خلقه ، وهو القاهر فوق العباد ، وهو{ الكبير} ، فهو واجب الوجود المطلق ، وكل شيء يستمد منه وجوده فهو وحده الكبير ، والنص السامي يدل على انحصار العلا والكبر بذاته وصفاته فيه وحده ، ودل على اختصاصه بذلك التعبير بقوله{ هو العلي الكبير} تعريف الطرفين فإنه يدل على القصر ، فكان العلاء والكبرياء مقصورين عليه وحده ، إذ كل مخلوق سواه مستمد وجوده منه ، ووجوده غير باق ، فهو سبحانه الباقي وحده ، وهو حده واجب الوجود .