قوله: ( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا ) شبه ظلام الليل باللباس الساتر ؛فهو يرخي سدوله على العباد ليناموا فترتاح أبدانهم وهو قوله: ( والنوم سباتا ) والسبات ،من السبت وهو القطع والراحة .والسبات ،النوم .والمسبت الذي لا يتحرك .والمسبوت ،الميت{[3330]} .
وقوله: ( وجعل النهار نشورا ) النشور ،الانبعاث من النوم للحركة والجد والعمل طلبا للمعاش وذلك عقب الاسترخاء والركون للراحة والانقطاع والدعة خلال الليل وما يتخلله من سبات وتفكر وتلاوة ودعاء وعبادة .وذلك شبيه ببعث الموتى ونشورهم لملاقاة الحساب والمساءلة .فهاتان ظاهرتان متتامتان ،تكمل إحداهما الأخرى .ظاهرة الليل حيث الدعة والاستقرار وراحة الأبدان وسكينة الأعصاب .ثم ظاهرة النهار حيث النشور والنشاط والحركة والمعاش{[3331]} .