قوله:{فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}{تَرَاءى الْجَمْعَانِ} ،أي تقابلا وجها لوجه .وهو فريق المؤمنين من قوم موسى ،وفريق الطغاة والمجرمين الكافرين من فرعون وملأه وأشياعه وأتباعه من الرعاع والمنافقين .حينئذ خاف بنو إسرائيل وأصابهم من الذعر والوجل ما أصابهم وقالوا:{إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} أي ملحقون .وذلك لما انتهى بهم السير إلى ساحل البحر الأحمر فرأى كل من الفريقين صاحبه .وإذ ذاك ساءت بهم الظنون وكاد اليأس أو الرعب يطغى عليهم وهم يرون أن فرعون قد لحق بهم وربما تمكن من رقابهم .لكن موسى كان قلبه مطمئنا بالإيمان ،وكان واثقا بنصر الله وتأييده ،موقنا أن الله مع المؤمنين الصابرين ولن يخلف الله وعده الذي وعدهم .لذلك رد عليهم موسى قولهم زاجرا ومذكرا بوعد الله{كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}