قوله "{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا}{ضَاحِكًا} ،منصوب على الحال .وتقديره تبسم مقدار الضحك ؛لأن التبسم غير الضحك وهو دونه{[3429]} والمعنى أن سليمان تبسم ضاحكا عجبا مما سمعه من قول النملة ؛فقد ألهمه الله القدرة على سماع النملة وهي تنطق ،وخوله من نورانية النبوة وإشراقها ما يستطيع به أن يفهم ما تتخاطب به النمل فيما بينها .
قوله:{وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} أوزعني ،أي ألهمني .و{أن} ،مصدرية ؛فقد دعا سليمان ربه خاشعا متذللا: رب ألهمني شكر نعمتك ،أو اجعلني أشكر نعمتك التي مننت بها علي إذ علمتني منطق الطير والدواب ،وما مننت به على والدي بالهداية والإيمان بك{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} وألهمني أو اجعلني أعمل الطاعات والصالحات لترضى عني{وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} أي ألحقني بالصالحين من عبادك وأدخلني في جملتهم الجنة{[3430]} .