قوله تعالى:{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ( 29 ) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( 30 ) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} ذهب الهدهد فألقى كتاب سليمان إلى بلقيس ،فقالت لأشراف قومها وهم الملأ:{يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} وصفت كتاب سليمان بالكرم ،لأن صاحبه سليمان كريم ،فعظمته بذلك وأجلته إجلالا .وقيل: وصفته بأنه كريم لما تضمنه كتابه من لين القول والموعظة في الدعاء إلى دين الله وإلى صراطه المستقيم .
فقد جاء كتابه لها مستعطفا مستلطفا دون فظاظة من القول ،كالسب أو الشتم أو اللعن بل كان حديثا حسنا وفي غاية التأديب والاستلطاف وذلك هو شأن الدعاة إلى الله ،إذ يدعون في لين وهوادة .كما قال سبحانه:{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} وقال سبحانه عن موسى وهارون:{فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} .