{قَالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنَّي أُلْقيَ إِليَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ* إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} إنه الكتاب الذي تدل طبيعته من خلال مرسله وكلماته على أنه كتاب كريم ذو قيمةٍ حقيقيةٍ في مضمونه الذي يوحي بالأهمية والعظمة ،فهو يبدأ باسم صاحبه الذي يملك القوّة الكبيرة الساحقة التي تؤهله لأن يخاطبنا بهذه الطريقة الاستعلائية ،وبالكلمة التي تتحدث عن الله الرحمن الرحيم الذي تبدأ كل القضايا باسمه ،وتخضع كل الأشياء له ،كأنه يريد أن يثير قوّة الله أمامنا إذا انحرفنا وتمردنا ،ويقدّم إلينا رحمته إذا قبلنا وأطعنا ،ويطلب إلينا أن لا نبتعد عن مواقع سلطته ولا نتمرد عليها ،فلا نعلو ولا نستكبر ،بل نأتيه منقادين طائعين مسلمين لما يريده منا من التزام وسلوك وموقف ،بعيداً عما نختاره لأنفسنا من ذلك كله ،وبذلك كان يحمل التهديد والدعوة معاً .