قوله:{أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} ألم ير هؤلاء المكذبون بآيات الله كيف يصرف الله الليل والنهار ؛إذ جعل الليل سكنا لهم يهجعون فيه ويسكنون هادئين مرتاحين ،وجعل لهم{النَّهَارَ مُبْصِرًا} أي يبصرون فيه الأشياء ليسعوا في الأرض طالبين الرزق وأسباب العيش .
قوله:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الإشارة عائدة إلى تصيير الليل للسكون والراحة ،وجعل النهار للعمى والسعي والاسترزاق ،أي فيما بين الله لعباده من ذلك لدلالة ظاهرة للناس على إلهية الله سبحانه وعلى بالغ قدرته لكي يصدقوا ويستيقنوا .وقد خصّ المؤمنين هنا بالذكر ؛لأنهم أكثر الناس انتفاعا بالآيات البينات والدلائل الظاهرات لمبادرتهم التصديق والثقة والاستيقان{[3465]} .