قوله تعالى:{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 10 ) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( 11 ) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ( 12 ) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( 13 ) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} .
عندما سمعت أم موسى أن ولدها موسى وقع في يد فرعون غشيها من الغم والجزع والدهش ما غشيها .فأصبح بذلك قلبها فارغا ،أي خاليا من ذكر كل شيء من أشياء الدنيا إلا من ذكر ولدها موسى .
قوله:{إن كادت لَتبدي به}{إن} المخففة من الثقيلة ؛أي أنها كادت لتظهر خبره ،وذلك من شدة وجدها وحزنها .أو كادت تصيح قائلة: هذا ابني ،لفرط ما نابها من الدهش والخوف عليه .
قوله:{لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} وذلك بإلهامها الصبر فيطمئن قلبها ويهدأ .كما يربط على الشيء المنفلت ليستقر ويثبت{لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي لتكون من الواثقين بنصر الله وتأييده ،المصدقين بوعده ؛إذ قال لها{إنا رادوه إليك} .